الأحد، 28 فبراير 2010

الإستزراع السمكى مع البط بالريف

تحت ظروف المعيشة فى الريف تمكن الانسان العادى من القيام بعمل المزارع التكاملية الأسماك وكلاً من المحاصيل والحيوانات المزرعية زيادة انتاجه من البروتين الحيوانى والمحاصيل كالأرز وهذه العملية تم اكتشافها من قديم الزمن بواسطة القدماء الصينيون وتم ادخاله الى فى العديد من دول جنوب شرق آسيا عن طريق المهاجرين الصينيون الى تلك الدول.
عموماً يعتبر من الأشياء التى تم الاستفادة منهاهى Fish culture الاستزراع السمكى.
وقد تم تطويرها بالريف وأمكن الاستفادة وزيادة معدلات الإنتاج منه الى أعلى مستوى مما أدى الى زيادة مصادر الدخل ورفع مستوى المعيشة فى معظم دول العالم ومن بينها مصر .حيث تم إنشاء وحفر الأحواض السمكية فى أماكن وأراضى ضحلة غير صالحة لزراعة المحاصيل التقليدية عليها مع الأخذ فى الاعتبار المحافظة على مصادر المياة المستخدمة فى الزراعة التقليدية وكذلك مياه شرب الحيوانات المزرعية . وقد تم انتاج كميات كبيرة من الأسماك باستخدام هذه الأنظمة من الاستزراع التكاملى دون الحاجة الى كميات كبيرة من المياة لإضافتها الى هذه الأحواض ودون حدوث أى تأثير عكسى على محاصيل الحبوب أو مزارع إنتاج اللحوم والألبان.

مميزات الإستزراع التكاملى:-
أحد العوامل المهمة التى تساعد على تحويل حياة العائلة الريفية الى عائلة منتجة للأسماك وبكميات جيدة وكافية لها ولبعض سكان المدن المجاورة
1- قلة العمالة حيث أن العمالة تكون مشاركة بين أفراد العائلة والعمالة المؤجرة وهذا يعمل على توفير بعض الأيدي العاملة للعمل فى مزارع الحيوانات المزرعية الأخرى.
2- يمكن إستخدام بعض مخلفات المزارع كزرق الدواجن والبط فى تسميد أحواض الإستزراع Natural food السمكى وذلك لزيادة خصوبة مياه الأحواض وبالتالى زيادة الغذاء الطبيعى بها.
3-الأحواض والجسور الموجودة بينها تعملان سوياً على زيادة وتوفير المساحة المناسبة لتربية البط .
4- عملية الاستزراع المتكامل تلعب دوراً هاماً فى زيادة فرص العمل والحد من البطالة وزيادة الدخل وكذلك رفع نسبة البروتين الحيوانى المتاح للإنسان الريفى.
5- إستخدام الطمى المتراكم فى احواض الاستزراع فى خصوبة الأراضى الزراعية والتى تنتج محاصيل الحبوب والخضروات وكذلك أشجار الفاكهة والتى تنمو أو تزرع حول أو بجوار الأحواض.
6- الأحواض السمكية تنشأ فى الأراضى المنخفضة والتى لا تكون مناسبة للزراعة بالاضافة الى ذلك لا يكون لها أى تأثير حقيقى على انتاج المحاصيل .
7- يمكن الاستفادة بالسدود والجسور والموجودة بين الأحواض عن طريق زراعتها ببعض محاصيل الحبوب المناسبة.
الأساس العلمى لعملية الاستزراع المتكامل بين الأسماك وكلاً من حيوانات المزرعة و المحاصيل الحقلية:-

هناك عملية إستفادة غذائية متبادلة بينهم وذلك يتم عن طريق العلاقة الداخلية لعمليات الأنشطة والتى تتم على سبيل المثال بين البط والمحصول السمكى فمن المعروف أن زرق البط يعتبر من أهم الأسمدة العضوية التى تضاف الى الأحواض السمكية وتعمل بصورة ايجابة وواضحة على خصوبة مياه الأحواض السمكية وهى تعتبر أيضا من أسهل الأسمدة العضوية التى يمكن الحصول عليها والاستفادة منها بصورة سريعة وكذلك يمكن عمل عنابر فوق الجسور أو فوق الأحواض السمكية مباشرة وبذلك يمكن الاستفادة من الزرق مباشرة وبذلك تتمكن الأسماك من الاستفادة من الزرق استفادة مباشرة حيث تتغذى على بعض المواد التى لم يتم هضمها بواسطة الدواجن أو البط بالاضافة الى الهدف الرئيسى وهو التسميد
Duck and Fish Farming تربية البط على المزارع السمكية
انتشرت مزارع البط التقليدية فى القرون الماضية وزادت زيادة كيرة فى دول أوربا الشرقية وأجزاء من الصين وبرغم ذلك لم يتم تدارك استزراع البط مع الأسماك ومعرفة التفاعل وتبادل المنفعة بينهما الا فى السنوات الأخيرة. وقد تم إدخال هذا النوع من الاستزراع فى جمهورية مصر العربية وقد ثبت بالتجارب العملية نجاح هذه المشاريع خصوصاً فى ظل الظروف البيئية المصرية ويعتبر البط من أكثر الطيور المائية التى يمكن تربيتها فى المياه واليابسة معاً ولهذا تقوم بعض المزراع السمكية بتربية واختيار السلالات الجيدة والتى تتميز بسرعة النمو فوق الأحواض ومن أهم هذه الأنواع واكثرها Polyculture انتشاراً فى مصر البط البكينى والمسكوفى وتحميله على المزارع السمكية المختلطة
ولكن الأكثر شيوعا Tilapia والتى تتضمن أنواع مختلفة من الأسماك مثل البلطى بأنواعة
Cyprinus carpio ومن أهمها المبروك العادى Carp وأيضاً أسماك المبروك Tilapia nilotica
Catfish وكذلك القراميط Mullet واسماك العائلة البورية
مميزات الاستزراع التكاملى بين البط والأسماك
1-انخفاض تكاليف علائق البط والتى من الممكن تقليل نسبة البروتين المضاف بها الى
حوالى10 %.وذلك بسبب مقدرة البط على اصطياد وأكل بعض الأعشاب والأعداء الطبيعية والكائنات الحية ويرقات الحشرات والقواقع Insects والحشرات Frogs المختلفة ومنها الضفادع الكبيرة والصغيرة والتى يجب القضاء عليها من المزارع السمكية Water weeds والحشائش المائية snailsلأنها قد تضر أو تنقل بعض الأمراض للأسماك وفى نفس الوقت تعتبر كائنات ذات قيمة غذائية عالية للبط .
2- يستطيع البط أيضا التهام الزريعة التى قد تتواجد فى الأحواض نتيجة لعملية التفريخ الطبيعى Reproduction وخصوصاُ اسماك البلطى والمعروف عنها بأنها عالية الكفائة التناسلية
وبذلك تشكل هذه الزريعة عبأ على الأسماك المستزرعة لأنها تشاركها فى التغذية المتاحة
Artificial food or Natural food سواء كانت طبيعيةأو صناعية.
3- سهولة الحصول على سماد عضوى بأقل التكاليف والذى يعمل على زيادة خصوبة مياه الأحواض وبالتالى زيادة كمية الغذاء الطبيعى للأسماك والذى يؤدى الى رفع المنتج من الأسماك.
4-استغلال مساحات صغيرة لانتاج نوعين من البروتين الحيوانى من البط والأسماك وهما يعتبران من أنواع اللحوم الجيدة لصحة الإنسان مقارنة باللحم الأحمر.
5- الأماكن التى يتم فيها إنشاء وحفر الأحواض السمكية والتى تكون فقيرة ولا تصلح للزراعة كما سبق ذكره تكون ملائمة لاستزراع البط والأسماك معاً حيث يستطيع البط أن يتريض على المنحدرات الطبيعية للأحواض.
العوامل التى يجب أن تأخذ فى الاعتبار لانجاح هذا النوع من الاستزراع:-
1- يجب توافر الخبرات الجيدة وكذلك تقوية الجسور والتى قد تتعرض للانهيار بسبب تزاحم أعداد كبيرة من البط عند تناول الأعلاف المركزة.
2-اختيار الوقت وكذلك السلالات المناسبة ذات الجودة العالية والمنشأ الجديد من كتاكيت البط وهى من أهم العوامل للوصول بالمزرعة الى أعلى انتاج Ducklings
3-العمل على انشاء مفرخات مركزية للبط وذلك لتحقيق اكتفاء ذاتى من الكتاكيت مما يعمل على زيادة الأرباح ويتم اختيار الأمهات البياضة بعد وضع أول بيضة وهذا يكون عندما يصل العمر 6- 7 شهور .
4-فى مرحلة التفريخ يجب العناية بالكتاكيت باضافة علائق غنية بالبروتين وكذلك اضافة مياه شرب مناسبة مع مراعاة وضع الكتاكيت فى ظروف بيئية ملائمة ويمكن تغذيتها بمعدل 9 –10 % من وزن الجسم أى حوالى 240 – 300 جم/يوم.
5-يجب كذلك ملاحظة الحالة الصحية للأسماك عن طريق الفحص الدورى لها وكذلك مراعاة التغير عن طريق قياس نسبة الأكسجين Water quality فى الخصائص الطبيعية والكيميائية للمياة
والتى قد تتغير نتيجة لتحميل PH والأمونيا والنيتريت بالاضافة الى درجة الحموضة والقلوية الـ
أعداد كبيرة من البط والذى يعمل بدوره على زيادة نسبة الزرق الموزع بالأحواض
6-الأحواض التى يتم تربية البط عليها يجب أن تكون سهلة الصرف مع امكانية تزويدها بالماء.
7-غالباً ما يتم تربية البط فوق الأحواض السمكية فى نظام الاستزراع شبه المكثف والتى يعتمد على نظام التربية المختلطة Semi-intensive culture
8-يفضل تربية البط مع الأسماك على الأحواض التى تكون غير خصبة بطبيعتها وذلك لتحسين نوعية التربة وزيادة خصوبتها.
الصعوبات التى تواجه التوسع فى تربية البط فوق الحواض السمكية:-
1-إمكانية أن يلعب البط دوراً كعائل وسيط لبعض طفيليات الأسماك مما يترتب عليه زيادة عدد الأسماك التى تنتقل اليها العدوى وبصورة سريعة وبذلك قد تحدث كارثة بالمزرعة.
2-عدم السيطرة على البط المنتشر على أجزاء الأحواض بالاضافة الى تسببه فى تدهور وانهيار الجسور عند تجمعة.
3-امكانية مهاجمة البط لبعض الأسماك الصغيرة الضعيفة بحوض التربية وخاصة بالقرب من الجسور وذلك اذا كانت الأحجام التى بدأت بها الاستزراع صغيرة.
كيفية تربية وتغذية البط والأسماك:-
كتاكيت البط عند عمر واحد يوم تحتاج الى عناية غذائية خاصة و تحت ظروف بيئية يمكن التحكم فيها و لمدة تتراوح بين 10-14 يوم و درجة الحرارة فى حجرات الرعاية تتراوح بين 30-32 م و التى يمكن فيها وضع حوالى 50-55 كتكوت فى المتر المربع و يجب عمل ارضيات سلك فى هذة المرحلة حتى تسمح للزرق بالمرور من خلالها كذلك يجب ان تتغذى على علائق بدائية فى وذات قيمة غذائية عالية ونسبة البروتين بها 20 % وتشمل pellets صورة مكعبات صغيرة
مكوناتها العلفية الردة والذرة وكسب فول الصويا ومسحوق اللحم أو الدم والخميرة وخليط من الأملاح المعدنية وحجر جيرى وبنسب متفاوتة . وبعد اليوم الثالث أو الرابع من عملية التفريخ Splashing pools توضع أحواض السباحة أو حمامات يطلق عليها
لكى تتعود على النزول الى مياه الأحواض السمكية وخلال الأسبوع الثانى من العمر يمكن أن Indoor ponds يسمح لصغار البط بالعوم فى أحواض مائية صغيرة ومغطاة
ويسمح لها أيضا بالتغذية على العلائق المجهزة وبعد عمر حوالى 14 – 20 يوم تصبح صغار البط جاهزة لتنطلق بحرية داخل الأحواض السمكية وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الظروف المناخية المحيطة أما تغذية الأسماك فتختلف باختلاف العمر ومدى خصوبة مياه الأحواض وأنواع السماك المستزرعة ولا نتطرق فى هذا الفصل للحديث عن تغذية الأسماك وتختلف معدلات تحميل البط على الأحواض السمكية باختلاف الوقت والمكان ففى دول أوربا الشرقية يزيد تحميل البط ليصل الى حوالى 300 – 400 بطة / هكتار فى موسم الصيف وتصل السلالات المناسبة والمختارة الى حجم التسويق عندما يصل عمرها حوالى 42 – 58 يوم وخلال فترة حوالى 5 أسابيع وهى فترة تواجد البط على الأحواض السمكية . وخلال هذه المدة وبهذا العدد المحمل من البط يمكن إضافة حوالى 2.1 – 3.5 طن من الزرق والتى يتم انزالة الى مياه الأحواض وبطريقة مباشرة مما يزيد من خصوبتها
طرق تربية البط على الأحواض السمكية:-
1-تربية البط وبصورة حرة فوق السطح المائى لحوض التربية بالكامل:-
وفى هذه الطريقة يسمح للبط بالعوم وبحرية كاملة على جميع مسطح الحوض وتمتاز هذه الطريقة بأنها تعطى فرصة للبط بالتقاط الغذاء الطبيعى له فى أماكن عديدة ومتفرقة من الحوض وبحركة البط فوق مساحة الحوض الكلية تسهل من انتشار وتوزيع زرق البط فى جميع أرجاء الحوض وتبنى بيوت صغيرة للبط على الأحواض أو قريبة منها مع توافر الامكانيات والأدوات اللازمة لتزويد البط ببعض العلائق المصنعة
ومن عيوب هذا النظام أنه نتيجة للحركة الكثيرة والمستمرة للبط فى الأحواض يؤدى الى فقد كمية كبيرة من طاقة الجسم وذلك لاستخدامها فى عملية العوم مما يكون له تأثير عكسى علي النمو وكفاءة تحويل الغذاء مما يتطلب زيادة نسبة الطاقة فى العليقة
2-تربية البط فى حواجز مطوقة وبمساحات محددة على جزء من الحوض:-
وفيه يتم تحديد جزء من المطح المائى على أحد الجسور ويكون مواجهه لعنبر تسمين البط ويمثل الجزء الموجود على اليابسة حوالى ربع مساحة المسطح المائى المطوق ويستخدم كملاعب للبط . وهذه الطريقة هى المفضلة للعديد من المزارعين والذين يختارون السلالات الجيدة ذات معدلات النمو العالية . ويتم تحويط المساحة المائية بأسوار سلكية وبطريقة متجاورة فى صفوف . وجزء من الزرق فى هذه الحالة يتم انزاله مباشرة الى الأحواض بواسطة البط والجزء الآخر يتم ادخاله الى مياه الأحواض عن طريق غسل الجزء الموجود على اليابسة مع مراعاة عدم هدمه . ونلاحظ أن فعل الأمواج التى تحدث بالأحواض نتيجة للهواء الخارجى وكذلك دورة المياه يعملان بالتأكيد على توزيع السماد العضوى ( الزرق ) فى معظم أجزاء الحوض . وفى هذه الطريقة يكون المنتج من الأسماك متساوى تقريباً مع المنتج من النظام المفتوح مع تقليل الطاقة المفقودة من الجسم وكذلك يمكن التحكم فى البط المربى

وكما سبق وأن ذكرنا يمكن تربية معظم الأنواع الشائعة من الأسماك كالبلطى والمبروك والبورى Polyculture system والقراميط وبنسب معينة مع البط بنظام الاستزراع المختلط
والذى يزيد من كمية الأسماك المنتجة وكذلك تنوعها
Herbivorous Fish ومن بين هذه الأسماك ما يتغذى على الأعشاب النباتية وهو ما يطلق عليه
ومنها المبروك ، وأسماك أخرى تتغذى على الأعشاب النباتية بالاضافة الى المواد الخشنة
ومنها البلطى . وفى دول أوربا الشرقية Omnivorous Fish وهى ما تسمى
يعتبر المبروك العادى هى السمكة التقليدية الشائعة التى يتم استخدامها فى المزارع التكاملية وتعتبر النوع الرئيسى لهذا الغرض هناك . وبعض الأبحاث التى تجرى الآن قامت باستخدام أنواع المبروك الصينى وهى مبروك الحشائش والمبروك الفضى والمبروك كبير الرأس وأصبحت هذه الأنواع Integrated polyculture system تستخدم فى الاستزراع التكاملى المختلط

High stocking وعند إضافة علائق مركزة الى الأسماك يمكن زيادة معدلات المخزون السمكى
وبذلك يكون المحصول الكلى من الأسماك حوالى 500 – 600 كجم / هكتار من rates
المبروك الفضى وحوالى 150 – 200 كجم من المبروك كبير الرأس وحوالى 1000- 1200 كجم من المبروك العادى وذلك بأحجام تسويقية مناسبة فى المجر . ويمكن الحصول على هذا المنتج من الأسماك دون إستخدام علائق مصنعة بزيادة نسبة أنواع المبروك الصينى ولكن مع الأخذ فى الاعتبار أن المبروك العادى هو المفضل للمستهلك لأنه يعتبر النوع الرئيسى فى هذه البلاد . ويكون المنتج فى هذه الحالة من البط عالى أيضاً حيث يصل الى حوالى 1000 – 1200 كجم / هكتار تزن البطة الواحدة حوالى 2 – 2.4 كجم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق